على الرغم من أنه يشتهر بإخفاء التجاعيد ، إلا أن البوتكس و المشتق من أحد السموم و المعروف علميًا باسم توكسين البوتولينوم و الذي تم اعتماده منذ 30 عاما ، قد أذهل العلماء مرارًا وتكرارًا بسبب تطبيقاته، حيث بلغت حتى اليوم الموافقة على الدواء لعدة حالات طبية والعديد من الحالات التجميلية. فرغم أنه أصبح عنصرًا أساسيًا في العلاجات التجميلية ، ولكن البوتكس كثيرا ما يستخدم في علاج حالات طبية مثل الصداع النصفي المزمن وآلام الظهر و الرقبة و التعرق المفرط وارتعاش الجفون و حول العينين.

يعتبر البوتكس آمنًا بشكل عام إذا تم استخدامه بكميات صغيرة و مدروسة وتم إعطاؤه بواسطة طبيب مختص ، لكن الدواء لا يخلو من المخاطر التي يجب على كل مختص يستخدم البوتكس سواء بتطبيقات تجميلية أو علاجية أن يصرح بهذه المخاطر للمرضى قبل حقهنم بالبوتكس انطلاقا من أخلاق المهنة و ضمانا لسلامة المرضى، و كانت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد طلبت في عام 2009 أن يتم استخدام المنشورات و الملصقات التحذيرية عن الآثار الجانبية الخطيرة لأي منتج أو دواء، و بالنسبة للبوتوكس ، شملت آثاره الجانبية، انتشار الدواء من موقع الحقن ، مما قد يؤدي إلى ضعف العضلات ومشاكل الرؤية وصعوبة التنفس وصعوبة البلع.

البوتكس كعلاج وقائي:

في السنوات الأخيرة ، تحول البوتكس إلى علاج وقائي من علامات الشيخوخة والذي يهدف إلى تليين حركة عضلات الوجه لتقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد قبل أن تصبح تجاعيد عميقة و دائمة. و مؤخرا و بحسب الخبراء، أصبحت حقن البوتكس الوقائية، اتجاه أكثر حداثة و رواجا، حيث ينصح الأطباء اليوم البدء بحقن البوتكس بمجرد ظهور التجاعيد حتى لو كان عمر الشخص صغير نسبيا و هو منتصف العشرينات إلى منتصف الثلاثينات.

العبوس و الابتسام و غيرها من الانفعالات تسبب في انقباض عضلات الوجه و تجعد الجلد بشكل دائم، و مع تقدم العمر و فقدان البشرة لمرونتها يمكن أن تترك هذه التجاعيد خطوط واضحة و دائمة، لذلك استخدام البوتكس بشكل مبكر يساهم بتخفيف تجعد البشرة و يقلل من تشكل الخطوط و يضمن تأخر ظهورها مع السنوات.

العلاج لمرة واحدة سيؤدي فقط إلى “تحسن عابر” 

تستمر نتائج البوتكس ما بين 3-6 شهور حسب طبيعة كل شخص، و هنا تكمن أهمية المتابعة في العلاج بفترات معينة و حسب نصيحة الطبيب، حيث أن الالتزام بالعلاج يضمن استمراية النتائج أما الانقطاع فسوف يؤدي إلى عودة التجاعيد كما كانت قبل العلاج و في حال الانقطاع الطويل، يمكن للتجاعيد أن تصبح أكثر وضوحا.

كن على علم:

  • قبل الخضوع للعلاج من الضرورة معرفة كل التفاصيل المتعلقة به و الحصول على المعلومات من مصادر موثوقة، خبرة الطبيب الذي سيقوم بالعلاج و مؤهلاته، خطة العلاج، النتائج المتوقعة، الآثار الجانبية و المخاطر المحتملة.
  • الحوامل أو المرضعات أو الذين يخططون للحمل لا ينبغي أن يتلقوا الحقن بالبوتكس. كما  يجب أيضًا تجنب العلاج إذا كان لدى الشخص حساسية تجاه أي من المكونات أو تاريخ عائلي أو شخصي من الاضطرابات العصبية والعضلية.
  • الآثار الجانبية المحتملة التي يجب الانتباه إليها، الكدمات و الألم الخفيف في موقع الحقن والصداع أو الغثيان.
  • بعد تلقي العلاج بالبوتوكس، يجب تجنب الاستلقاء فورًا أو فرك المنطقة المعالجة أو القيام بالأنشطة الرياضية أو الاستحمام الساخن لمدة 48 ساعة.

 

معلومات عامة:

–    في عام 1992 تمت ملاحظة اختفاء أعراض الصداع عند عدة أشخاص خضعوا لعلاج التجاعيد بالبوتكس، و عندها قامت عدة اختبارات للدواء على أشخاص يعانون من الصداع النصفي المزمن و ثبتت فعاليته في تخفيف حالات الصداع النصفي، وتمت الموافقة على البوتوكس كعلاج في عام 2010 رغم تشكيك فئة من الأطباء بفعالية العلاج و رجحوا التأثير الوهمي له.

–    2004 كان العام الذي اعتمد فيه البوتكس كعلاج لفرط التعرق بعد أن لاحظ الأطباء أن الأشخاص الذين خضعوا لعلاج تجاعيد الوجه بالبوتكس أصبحوا يتعرقون بشكل أقل. و بعد عدة دراسات تم اعتماده كعلاج ناجح في علاج فرط التعرق الإبطي و أيضا لعلاج تعرق اليدين والقدمين المفرط.

–    2014 صرح عن دور البوتكس بتخفيف أعراض الاكتئاب عند 52% من عينة أجريت عليهم هذه الدراسة، على اعتبار أن تعابير الوجه بعد حقن البوتكس يمكن أن تؤثر على مزاج الشخص. لكن التجارب السريرية لازالت قيد الإجراء لمعرفة ما إذا كان البوتكس يمكنه علاج الاكتئاب.

 

×